الأحد، 26 مارس 2017

هل للحزن طقوس !؟









استغرب أن يكون للحزن طقوس يحكم تصرفاتنا انفعالنا نبرة أصواتنا
أن يتلبسنا الحزن ليصل لأدق الدقيق من تصرفاتنا .. أن تلتبس علينا المشاعر والأحاسيس فنفقد ذاك الخيط الرفيع في التمييز بين ما نشعر به حقيقة وبين ما يجب علينا أن نفعله و ما ندركه في كلا الحالتين ..

نعم الحزن حالة أحيان لا نستطيع أن نحكم تشعبها فينا سطوتها على تصرفاتنا وأمزجتنا ولكنني ضد أن أترك لها حبلي فتسير بي إلى غياهبها الظلماء , أدرك بأن لكل شعور وقت كما لنفس حاجة فيه وهدنة لمراجعة النفس وحاجة أكبر لذلك الوقت حتى تستوعب الفقد وتعتاده
أتألم ولكنني أمارس حياتي بكل سلاسة وطبيعية بقدر المستطاع دون أي ضغوط على حاجتي لصمت أو الانزواء أو التحدث والضحك .. أحزن ولكنني لا أكفهر لا أرغب أن أُلبس ملامحي ثوب الأسى و لا عزاء وأن تسيطر على وجهي ملامح العبوس ويصبح للابتسامة ثمن يدل على هواني بمشاعر الحزن أو تقليل لقدر الفقد والتعلق .
منذ يومان فقدت أمي طائرها الأليف من يرجع الصباح على مسامعها كل يوم ويردد أسمها وأسمائنا تواليه , مرض و مات كباقي مخلوقات الله سبحانه و تعالى حجم الفقد كبير وإن كان طائر لا جنة له ولا نار
إلا أن الفقد بقدر الألفه بقدر التعود بقدر التمتع بذلك الالتزام و الرعاية , دأبت أمي على الاهتمام به ومعاملته كشخص يتجاوب معها في كل ما تصدره له من قول وكأنه مدرك لأوامرها وتعليماتها  يردد اسمها كما ترغب و تكافئه بالطريقة التي تراها مناسبه حين تشعر بالبرد تتفقده , كما أنه لا يستجيب لأحد منا في نهاية اليوم إلا لقولها حين تأمره بأن يدخل القفص لينام .. مجرد أن يسمع كلماتها يطع الأمر وكأنها المطيع من أبناءها الذي لا يناقش أوامرها مما جعل له مكانة خاصة .
هكذا كانت علاقتهما معا مما جعل لفقده أثر الكارثة على أمي والمنزل فلم يعد لصباح نفس النكهة ولا لضحك ذات النبرة التي يتكرر بها .. ولا لأسماءنا من يرددها دون كلل !
دون أن نشعر وجدنا أنفسنا ندخل في طقوس الحزن بصوت منخفض  ورأس منكس يستشعر أسى الفقد ..
هنا أدركت بأن للفقد و للحزن و للموت أيا كان جنس من يموت و نوعه طقوس علينا أن ننتفض عليها نعم أشعر بالألم لفقده و لكنني لن أتنازل عن ابتسامتي أو عن دعوة عشاء قدمت إلي لن اتنازل عن وقتا أمضيه في التسلية مع المقربين مني  لن ألغي موعد الشاي العصر ولن أسمح لصمت أن يلثم أفكاري أكثر ..
ولكل الحزن والمفقودين .. في حياتي .. أقول : لن أتعامل معكم بتقليدية تلك المشاعر سوف أمنح نفسي الحرية بأن تتنفس وتشعر كما تشاء



-بانتظار آرائكم ..





* أعتقد بأنها العودة اشتقت لهذه المساحة الحرة لتعبيرعن كل الأفكار المختلفة في عقلي 
أعددت موضوعا مختلفا ولكنني كتبت ما كان حاضرا ومسيطرا على احساسي أكثر